كل فلسطينية كزهر فلسطين، كبحرها الهادر، كأسوار عكا منيعة.
كل فلسطينية تغزل بأنامل من نور ويقين ثوب العودة.. وتحيي نبض الثورة.. فقد تذبل الأوطان ولا يبعثها من مرقدها سوى امرأة تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة.
ربته كل شبر بنذر، ثم ها هي يوم استشهاده تزغرد وكأنه عريس في ليلة عرسه وكأنها ما ربت ولا نذرت.. أم أنها نذرته لهذا اليوم.
كيف استطاعت أن تكسر قيد الأمومة، والأمومة قيد من نور ونار؟
كيف انعتقت من وجعها وعجزها ودموعها؟
أعتقد أن هذه الزغرودة ضماد للجرح وشمعة تضيء قلبها الذي أعتم، فعندما تذبل الورود تبقى البذور في الأكمام تبشر بميلاد جديد للزهور.. وزغرودة الأم الفلسطينية تضيء بها الطريق لأم أخرى تقف على قائمة الانتظار

image