آسف أن اللقطة تستوقفني أكثر من كتابة نص، ومن قراءة صورة، ومن مطالعة مشهد، ومن تأمل خيال واقع، أنا هذه المرة عالق مع الصوت، التكبير في كل غارة على العدو، يكون تكبير مستقبِل الخبر اليقين بهلاك هدفه، أما هنا، في هذه فقط، خلع تكبير المصور قلبي، تكبير مودِّعٍ تكبير متوجع يرى طيرين عزيزين يغادرانه للجنة، وهو يوثّق رحيلهما، في تلك اللقطة.
كانت التكبيرة مزلزلةً مدويةً باكية، مثخنةً بالجرح ومفعمةً بالفرح!!
كانت التكبيرة وداع حبيبٍ لحبيب، فراق أخٍ لأخ، تعاهد على المحيا والممات، والدنيا والعلا، وعِشرةً من باطن الأرض لما فوق السماء، وجنةٍ عرضها هذه وتلك
"إن الله اشترى"
إن هؤلاء باعوا.
#غزة
